سورة النور - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النور)


        


{ويقولون آمنا بالله} يعني: المنافقين {ثمَّ يتولى} يعرض عن قبول حكم الرَّسول صلى الله عليه وسلم {فريق منهم من بعد ذلك} الإقرار {وما أولئك بالمؤمنين}.
{وإذا دعوا إلى الله} إلى كتاب الله {ورسوله ليحكم بينهم} نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهوديّ، كان اليهوديُّ يجرُّه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما، وجعل المنافق يجرُّه إلى كعب بن الأشرف، وهذا إذا كان الحقُّ على المنافقين أعرضوا عن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه كان لا يقبل الرُّشا، وإن كان لهم الحقُّ على غيرهم أسرعوا إلى حكمه، وهو وقوله تعالى: {وإن يكن لهم الحقُّ يأتوا إليه مذعنين} مُطيعين مُنقادين.


{أفي قلوبهم مرض} فجاء بلفظ التَّوبيخ ليكون أبلغ في ذمِّهم {أم ارتابوا} شكُّوا {أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله} أي: يظلم {بل أولئك هم الظالمون} لأنفسهم بكفرهم ونفاقهم.


{وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجنَّ} وذلك أنَّ المنافقين حلفوا أنَّهم يخرجون إلى حيث يأمرهم الرَّسول صلى الله عليه وسلم للغزو والجهاد، فقال الله تعالى: {قل لا تقسموا طاعة معروفة} خيرٌ وأمثلُ من يمينٍ تحنثون فيها.
{قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمَّل} من تبليغ الرِّسالة {وعليكم ما حملتم} من طاعته. الآية.
{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الأرض} ليورثنَّهم أرض الكفَّار من العرب والعجم {كما استخلف الذين من قبلهم} يعني: بني إسرائيل {وليمكنَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم} حتى يتمكَّنوا منه من غير خوفٍ {وليبدلنَّهم من بعد خوفهم} من العدوِّ {أمناً} لا يخافون معه العدوَّ {ومن كفر} بهذه النِّعمة فعصى الله ورسوله، وسفك الدِّماء {فأولئك هم الفاسقون} فكان أوَّل مَنْ كفر بهذه النِّعمة بعد ما أنجز الله وعده الذين قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فعادوا في الخوف، وظهر الشَّرُّ والخلاف.

1 | 2 | 3 | 4 | 5